المركز الإعلامي ـ الرياض
نحتفل بالذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ونجدد عهد الوفاء والولاء، ونسأل الله تعالى أن يحفظه ويعينه ويوفقه ويسدد خطاه، وأن يديم على وطننا أمنه واستقراره، ويحفظ مملكتنا شامخة أبية، ويحقق لها ما تصبو إليه في ظل قيادتها الرشيدة.
ثلاثة أعوام، فقط، مرت على توليه، حفظه الله، مقاليد الحكم في البلاد، تلك المسؤولية التي يشرف بها ويقدرها حق قدرها.. أعوام قليلة لكن أثرها كبير.. فمنذ اللحظة الأولى، أخذ المليك على عاتقه مهمة شاقة، تحملها بكل صبر وجلد.. وأعلن في كل لحظة أن عصرا جديدا ستدخله المملكة بسواعد أبنائها المحبين لتعوض ما فاتها وتلحق بالمتغيرات المتسارعة من حولها لتكون في المكانة التي تستحقها والتي تليق بها.
فقد وضح للجميع مدى حرصه، رعاه الله، على تكثيف الجهد والعمل من أجل دفع مسيرة التنمية والتقدم في المملكة اعتمادا على العلم واستعانة بأحدث تقنيات العصر، واستفادة من ثروات الوطن، وقدرات أبنائه من الشباب الذين نهلوا العلم من مختلف مصادره وحصلوا على أعلى الشهادات من أرقى الجامعات حول العالم.
وليس هناك من برهان على مدى النجاح الذي حققته السياسة الاقتصادية التي تتبعها حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، من الخطوة الكبيرة نحو المستقبل، التي تجلت في الإعلان عن أكبر ميزانية فى تاريخ المملكة للعام المقبل 2018، التي تضمنت تحقيق المعادلة الصعبة، زيادة الإنفاق وتقليل نسبة العجز التى كانت موجودة فى ميزانية 2017.
وقد أوضحت تفاصيل الإعلان عن ميزانية عام 2018، بجلاء أن المملكة بدأت جنى ثمار القرارات الإصلاحية و"رؤية 2030"، حيث تضمنت الميزانية حجم إنفاق تاريخيا وصل إلى 978 مليار ريال بزيادة 5.6% عن العام 2017 الذى تم خلاله إنفاق 926 مليار ريال، مع تخفيض العجز وتقليل الاعتماد على البترول، إلى جانب التخطيط لتحقيق فائض قدره 4 مليارات ريال فى عام 2023.
وقد أعلن المليك، حفظه الله، أنه سيتم إطلاق 12 برنامجا لتحقيق أهداف "رؤية 2030 "، وتمكين القطاع الخاص وتحقيق كفاءة في الإنفاق وتخفيف العبء عن المواطنين.
وكل ذلك يشير إلى نجاح المملكة فى تقليل الاعتماد على البترول كمصدر رئيسى للموازنة، خاصة بعد الإعلان عن حزمة المشروعات الجديدة من جانب سمو ولى العهد، الذى أطلق "رؤية 2030"، التى تشمل الكثير من المشروعات التى ستحقق اعتماد المملكة على إيرادات غير نفطية.
واليوم، تسعد مؤسسة البريد السعودي أن كانت من بين مؤسسات الدولة التي حظيت بدعم كامل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ايده الله، لتواصل مشاركتها في نماء الوطن وتقدمه، ولتكون في مصاف المؤسسات البريدية الكبرى حول العالم بما تقدمة من خدمات جديدة ومتنوعة للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة والزائرين لها من معتمرين وحجاج بيت الله الحرام، مستفيدة من إمكاناتها وخبرات منسوبيها.
وبفضل من الله، ثم بما تلقاه مؤسسة البريد السعودي من دعم ومساندة نؤسس اليوم لنقلة نوعية مختلفة، تمضي قدما في مواكبة المتغيرات العالمية في الصناعة البريدية واقتصادياتها، ومواجهة التطور المضطرد للصناعة البريدية على مستوى العالم وتوظيف التقنيات المتقدمة، والسعي إلى خفض كلفة التشغيل وزيادة عوائد الاستثمار، ومقابلة النمو اللافت في الاقبال على التجارة الالكترونية حول العالم، وتوسيع وتطوير البنى التحتية للصناعة البريدية، وسرعة الإنجاز.
في الوقت ذاته، تكثف المؤسسة جهودها ومساعيها الجادة لتقديم مبادرات متميزة تدعم تحقيق "رؤية 2030" التي تدشن بها المملكة مرحلة جديدة في سياساتها التنموية والاقتصادية، وتفتح الباب للخير الكثير لهذا الوطن وأبنائه على كافة الأصعدة وتقتحم الكثير من الأبواب التي ظلت طويلا مغلقة.
فهنيئا لمملكتنا الحبيبة، في هذه الذكرى الغالية بكل ما حققته من نجاحات لافتة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية بفضل من الله، ثم بما حرصت عليه قيادتها في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تلك النجاحات التي مكنت المملكة من أن تتبوأ مكانة متميزة وسط شقيقاتها من الدول الخليجية والعربية, وفي مختلف المحافل الدولية، حيث ينظر إليها كدولة وسطية تتمتع بكافة مقومات الأمن والأمان، وتستخدم جل إمكاناتها وعلاقاتها لخدمة الإسلام والمسلمين في أي مكان، وكذلك للعناية بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفاء للمسؤولية التي اختارها الله لهذه الأرض الطيبة باعتبارها قبلة للمسلمين ومهوى أفئدة كل مسلم في شتى بقاع الأرض.
المهندس / محمد بن عبد الرحمن العبد الجبار
رئيس مؤسسة البريد السعودي ـ المكلف