يمثل اليوم العالمي للبريد الذي يصادف تاريخ 9 أكتوبر من كل عام؛ الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874م في العاصمة السويسرية بيرن.
ويأتي الاحتفاء به خلال العام الحالي 2023 تحت عنوان "من أجل بناء الثقة: لنتعاون من أجل مستقبل آمن ومترابط"، حيث يستهدف توجيه الأنظار للمساهمات التي يقدمها رجال البريد باعتبارهم الشبكة التي تربط بين المستخدمين في جميع أنحاء العالم، وجهودهم الدؤوبة لتوصيل الشحنات البريدية مهما كانت الظروف المحيطة، فضلًا عن التأكيد على أهمية الخدمات البريدية اللوجستية والتي تعدّ اليوم محورًا مهمًا في ربط الدول.
وفي ظل التحولات غير المسبوقة التي يشهدها وطننا في كافة نواحي الحياة، مع إطلاق القيادة الرشيدة -حفظها الله- رؤية السعودية 2030، كان للبريد السعودي| سبل روايته التي تستحق أن تُروى، لما تحمله من إنجازات متميزة لتحقيق استراتيجيتها كمشغل وطني يقدم خدمات بريدية ولوجستية ذات قيمة مضافة تساهم في تعزيز مكانة المملكة كمنصة عالمية للخدمات اللوجستية من خلال موقعها الجغرافي الذي يربط بين قارات العالم والذي يمثِّل مركزًا تجاريًا ومحطة عبور رئيسية، إضافة إلى تحقيق مستهدفات برنامج الارتقاء بجودة الحياة.
وتأسس البريد السعودي عام 1926م، لتقديم الخدمات البريدية في جميع المناطق، ليصبح بهذا التاريخ إحدى أقدم المؤسسات الوطنية على الإطلاق، وفي العام 1927م انضم لعضوية الاتحاد البريدي العالمي، لتستمر مسيرة النمو التي واكبت رحلة التطوير بالمملكة مع طموحات تحلق في عنان السماء، نحو تحقيق أهدافها في قطاع الخدمات البريدية واللوجستية، حيث ترتكز المؤسسة بذلك على استراتيجيتها النوعية وكوادرها البشرية الشغوفة، للمضي قدمًا في استكمال مسار التحول تماشيًا مع تطلعات رؤية السعودية 2030.
وفي عام 2021م، توج "البريد السعودي" مسيرته بتدشين هويته الجديدة باسم "سبل"، لتنسجم مع استراتيجية التحول التي تشهدها المؤسسة لتتواءم مع أحد مكامن قوة المملكة كمركز ربط لقارات العالم، عبر فروعها ومكاتبها المنتشرة، ومن خلال تقديم حزمة مبتكرة من الخدمات البریدیة واللوجستية غیر التقليدية، وتمكین برامج الحكومة الإلكترونية، وتطبيقات التجارة الإلكترونية بالاستفادة من الشراكات مع القطاعين العام والخاص، فضلًا عن تطوير تعاملات الحكومة الإلكترونية، وتیسیر تبادلات التجارة الإلكترونية، طبقًا لأفضل المقاييس العالمية المعتبرة في المجال اللوجستي.
وتعزيزًا لدور الابتكار في الخدمات البريدية واللوجستية، نجحت مؤسسة البريد السعودي |سبل بالتعاون مع وزارة الصحة في تنفيذ تجارب فرضية تمّت في موسم الحج 1444هـ لنقل وحدات الدم باستخدام طائرات "الدرونز" في المشاعر المقدّسة، من خلال تطبيق معايير السرعة والأمان للخدمات الإسعافية المقدمة لضيوف الرحمن، ليتم اختصار الوقت من ساعتين إلى دقيقتين.
كما قام البريد السعودي | سبل بتطوير العنوان الوطني ليكون عنوان وطني مختصر ليسهل حفظه لدى المواطنين والمقيمين، وهو نظام عنونة تتبعه حكومة المملكة العربية السعودية، لتسهيل الاستدلال على عناوين المنازل، والمقرات الحكومية، والمنشآت التجارية، حيث صادق عليه مجلس الوزراء السعودي عام1434هـ/ 2013م ، ليكون المرجع الرئيس للعَنْوَنَة في المملكة، كما حاز العنوان الوطني على عدة اعتمادات محلية وعالمية، من خلال اختياره كأحد المراجع الدولية لأساليب العنونة في وثيقة المعيار الدولي للعنونة ومطابقِا للمعيار الدولي من قبل منظمة الاتحاد البريدي العالمي (UPU) بالإضافة الى اعتماده من قبل منظمة الآيزو ISO 19160 و هيئة المواصفات والمقاييس السعودية، نظرًا لتميزه بالدقة العالية جدًا في العنونة حيث تصل دقته إلى واحد متر مربع ويغطي 100% من مباني المملكة العربية السعودية، حيث يجمع العنوان الوطني بين تأثير الأعمال وتعزيز تجربة العميل من خلال تبسيط العنوان الذي من شأنه تطوير وتحسين تجربة العميل في منصات التسوق الإلكتروني والخدمات اللوجستية.
كما أثمر عمل مؤسسة البريد السعودي| سبل عن إنجاز مجموعة من المستهدفات الطموحة، والتي لامس أثرها عملاء المؤسسة بشكل مباشر وغير مباشر على صعيد كافة خدماتها المقدمة، منها الاستحواذ الكامل على شركة ناقل اكسبريس، ويشكل هذا الاستحواذ تحركًا بخطى ثابتة وسريعة في تقديم تجربة مميزة وتطوير منتجات وخدمات إضافية تصب قيمتها في رفع جودة التجربة المقدمة للمستفيد، كما أن هذا الاستحواذ سيعزز من فرص الاستثمار في القطاع اللوجيستي الذي يعتبر أحد أهم القطاعات التي تمثل امتدادًا للكثير من الأعمال التجارية في الأسواق المحلية والعالمية.
كما قامت سبل بتأسيس شركة Infinite PL (شركة سبل للخدمات الرقمية) لتعمل كذراع تقني لإحداث نقلة نوعية في تحول القطاع اللوجستي، وخلق حلول مبتكرة تساهم في إثراء التجارب الرقمية والتقنية في المجال اللوجستي.
وتعتبر سبل من أفضل 50 مشغلًا بريديًا حول العالم عبر التركيز على تطوير الخدمات البريدية المحلية، وتحسين مؤشرات الأداء، وابتكار خدمات جديدة.